الأربعاء، 29 يناير 2020

بصائر !

قال العُماني *

والخير لا يُعرَف ما لم تُبْدِهِ

كالسيف لا تعرفه في غمْدهِ

حتى ترى بصائرًا من حَدّهِ

ضربًا يُزيل الهامَ عن ألدّهِ

وما على الناصح فوق جهده

______________________
 *شاعر فصيح غلب عليه الرجز، مدح الحجاج بن يوسف الثقفي وعُمِّر حتى مدح هارون الرشيد.
     والرجز المختار عن كتاب: "طبقات الشعراء" لابن المعتز ، صفحة ١١١

الثلاثاء، 28 يناير 2020

أَتبَعَهُ يُتبِعُهُ !

تصادقَ جُرذ وظبيٌ وغرابٌ وسلحفاة وعاشوا إخوةً متآلفين كالجسد الواحد ، إذ وقعت السلحفاة يومًا في حبائل صيّاد فأخذها وانطلق بها فاغتمّ لذلك إخوتُها الثلاثةُ وفكّروا: كيف يخلّصون أختهم السلحفاة 

‹يُقال لنا فنَـخْزَىٰ›


الأحد، 26 يناير 2020

الظاهر الباطن !

   في البيان والتبَـيّن للجاحظ :-


  *«الحمد لله الذي بَطَنَ خفِيـّاتِ الأمور(١)،ودلَّتْ عليه أعلامُ الظُّهور ، وامْتَنَعَ على عينِ البصِير ، فلا قلبُ من لم يرَهُ يُنْكِرُه ، ولا عينُ من أثبتَه تُبْصِرُه.(٢)
     سَبَقَ في العُلُوِّ فلا شيءَ أعلى منه ، وقَرُبَ في الدُّنُوِّ فلا شيءَ أَقْرَبُ منه ؛ فلا اسْتِعلاؤه باعَدَهُ عن شيءٍ من خلقه ، ولا قُرْبُهُ ساواهم في المكان به.
     لم يُطْلِعِ العقولَ على تحديدِ صِفَتِه ، ولم يَحْجُبْها عن واجبِ معرفتِه ، فهو الذي تَشْهَدُ له أعلامُ الوُجُودِ على إقرارِ قَلْبِ ذِي الجُحُودِ ، تعالَىٰ اللّٰهُ عمَّا يَقُولُه المُشَبِّهُون به والجاحِدُون له عُلُوًّا كبِيرًا !»
_____________________
*الخطبة (٤٩) من نهج البلاغة.
(١) بطَنَ الأمرَ: خبَرَه وعَرَفَ باطِنَه. المعجم الوسيط.
(٢) العبارة في أصول النهج:-« فلا عين من لم يره تنكره ، ولا قلب من أثبته يبصره» ولم أتَبَيّن وجهها؛ فاخترتُ الرواية الأخرى التي ذكرها ابن أبي الحديد في شرحه ثم قال:- «وهذا غير محتاج إلى تفسير لوضوحه».
                                   ★★★

#وفي نهج البلاغة أيضا:-
«فانظر أيها السائل فما دلك القرآن عليه من صفته فائتمّ به، واستضـِـئْ بنور هدايته، وما كلّفك الشيطانُ عِلْمَه مما ليس في الكتاب عليك فرضُه ولا في سنة النبي ﷺ وأئمة الهدىٰ أثرُه فَـكـِـلْ عِلْمَه إلى الله سبحانه، فإن ذلك منتهىٰ حق الله عليك، واعلم أن الراسخين في العلم هم الذين أغناهم عن اقتحام السُّدَد المضروبة دون الغيوبِ الإقرارُ بجملة ما جهلوا تفسيره من الغيب المحجوب، فمدَح اللهُ اعترافهم بالعجز عن تناول ما لم يحيطوا به علما، وسمّىٰ تركهم التعمق فيما لم يكلفهم البحث عن كنهه رسوخا، فاقتصر على ذلك، ولا تقدّر عظمة الله سبحانه على قدر عقلك فتكون من الهالكين.»

السبت، 25 يناير 2020

{حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ}

 قال أحمد بن جعفر (جحظة البرمكي) من ترجمته في معجم الأدباء:-

قد نادتِ الدنيا على نفسها
                    لو كان في العـالـَم من يسمـَـعُ:

( كم واثـقٍ بالعمر أوثقـتـُـه
                      وجامـعٍ بدّدتُ ما يـجـمـعُ )


***
وفي شرح الشريشي (60/1) قال الفقيه الزاهد موسى بن عمران:-

الجمعة، 24 يناير 2020

الخميس، 23 يناير 2020

مرَّ يمرُّ مرورا

في كتاب "الفصوص" لصاعد البغدادي، في الفصّ العشرين منه، ما نصّه: 

وأنشد الأصمعي لبعض العرب:  

أَمُرُّ وما بي من عزاءٍ ولا غنىً

                    ولا لاقَ قلبي بعد"لَهْوَةَ"لائِقُ(1)

سِوى أنّ ذاك البيتَ بالجانب الذي

                    مَرَرْتُ ولم أَعرض له ليَ شائق

وإنّ مروري لا أُكَلِّمُ أهلَه

                   عليّ لكالموت الذي أنا ذائق

يَضُمُّ إليَّ الليلُ أطفالَ حُبّها

                 كما ضَمَّ أزرارَ القميص البنائقُ(2)

_____________________________

(1) "لهوة" اسم امرأة، ولاق الشيء بالشيء: لصق به، والمقصود: لم يتعلق قلبي ولا مالَ لشيء من الدنيا بعد فراقي "لهوة"!.

(2) البنائق: جمع "بنيقة" وهو الزيق يُخاط في جيب القميص، تكون فيه العروة التي يثبت فيها الزرّ.

                                         ★ ★ ★

وفي كتاب (العثمانية) للجاحظ:-


موضع تفصيل !